⬅️ رجوع إلى قائمة المؤلفين

🖋️ خير الدين التونسي

خير الدين التونسي: رائد الإصلاح في تونس

يُعتبر خير الدين التونسي واحدًا من أبرز الشخصيات التاريخية التي ساهمت في نهضة تونس خلال القرن التاسع عشر. وُلِد عام 1820م في قرية بجبال القوقاز، حيث كانت بدايات حياته مليئة بالتحديات والصعوبات. فقد فقد والده في إحدى المعارك العثمانية ضد روسيا، مما أدى إلى أسره وبيعه كعبد في سوق العبيد بإسطنبول.

البدايات والتربية

وصل خير الدين إلى تونس وهو في السابعة عشر من عمره، ليصبح مملوكًا لأحمد باشا باي. كان أحمد باشا شخصية مؤثرة في حياة خير الدين، حيث حرص على تربيته وتعليمه. استغل خير الدين هذه الفرصة لتعلم الفنون العسكرية والسياسية والتاريخية، مما ساعده لاحقًا على أن يصبح قائدًا عسكريًا وسياسيًا بارزًا.

الإصلاحات السياسية والعسكرية

عرف خير الدين التونسي بأنه "أبو النهضة" بسبب جهوده الكبيرة في إصلاح البلاد. قام بتنفيذ مجموعة من الإصلاحات التي شملت تحديث الجيش وإعادة تنظيم الإدارة الحكومية. كما عمل على تعزيز التعليم وتطوير البنية التحتية، مما ساهم في تحسين حياة المواطنين. كان لديه رؤية واضحة لمستقبل تونس، حيث سعى إلى تحقيق الاستقلال والحفاظ على الهوية الوطنية.

مؤلفاته وأعماله الأدبية

من أبرز إنجازات خير الدين هو تأليفه لكتاب "أقوم المسالك في معرفة أحوال الممالك"، الذي يُعتبر أحد المؤلفات العربية السياسية النادرة في تلك الحقبة. وثق فيه جزءًا هامًّا من تاريخ المغرب العربي والعالم، حيث تناول فيه الأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية للبلدان المختلفة. يُعد هذا الكتاب مرجعًا مهمًا للباحثين والدراسين المهتمين بتاريخ المنطقة.

التحديات والمLegacy

واجه خير الدين العديد من التحديات خلال فترة حكمه، بما في ذلك الضغوط الخارجية من القوى الاستعمارية مثل فرنسا. ومع ذلك، استطاع أن يكون الحامي الأول للأراضي التونسية ويقف أمام الأطماع الاستعمارية. تُوفي خير الدين عام 1890م، لكن إرثه لا يزال حيًّا حتى اليوم، حيث يُعتبر رمزًا للإصلاح والنضال من أجل الحرية والاستقلال.

صورة المؤلف

خير الدين التونسي: السياسي والعسكري العثماني الشهير، واحد من أهم رواد الإصلاح في «تونس» بالقرن التاسع عشر، عُرف ﺑ «أبو النهضة» نتيجة لما حققه، وكان الحامي الأول للأراضي التونسية من الأطماع الفرنسية في عهده؛ كتب مؤلفه الشهير «أقوم المسالك في معرفة أحوال الممالك»، والذي يُعد أحد المؤلفات العربية السياسية النادرة في تلك الحقبة، حيث وثق فيه جزءًا هامًّا من تاريخ المغرب العربي والعالم.

وُلد عام ١٨٢٠م في قريةٍ بجبال «القوقاز»، كان مملوكًا ينتمي إلى قبيلة «أباظة» ببلاد الشركس، توفي والده في إحدى الوقائع العثمانية ضد «روسيا»، فأُسر طفلًا على إثر غارة عسكرية، ثم بيع في سوق العبيد ﺑ «إسطنبول».

جيء به إلى «تونس» وهو في السابعة عشر من عمره، وأصبح مملوكا ﻟ «أحمد باشا باي» الذي قربه وحرص على تربيته وتعليمه، ولحدَّة ذهنه أقبل على تحصيل الفنون العسكرية والسياسية والتاريخية، وعُين مشرفًا على مكتب العلوم الحربية.

اتضحت خصاله الحربية الفريدة وفاز بالمراتب العسكرية عن جدارة، فولَّاه «أحمد باي» أميرًا للواء الخيَّالة سنة ١٨٤٩م، وفي عام ١٨٥٧م عُين وزيرًا للبحر فقام بالعديد من الإنجازات، وضبط اتفاقيات وقوانين لحفظ الأراضي التونسية.

كما قام بعدة إصلاحات وعمل على إقامة العدل، وأسهم في وضع قوانين مجلس الشورى الذي أصبح رئيسا له عام ١٨٦١م، ثم قدم استقالته من جميع وظائفه عام ١٨٦٢م تجنبًا للانخراط في الفساد، واستغرقت فترة انقطاعه سبع سنوات انعزل فيها يتأمل ويكتب، فكان نتاج ذلك كتابه الشهير: «أقوم المسالك في معرفة أحوال الممالك»، وهو الكتاب الذي وصفه المستشرق الألماني «هاينريش فون مالتزان» بأنه «أهمُّ ما أُلِّف في الشرق في عصرنا هذا».

ثم عاد «خير الدين» إلى العمل السياسي عام ١٨٦٩م حينما كُلِّف برئاسة لجنة الكومسيون المالي، تلى ذلك توليه لمنصب الوزير الأكبر عام ١٨٧٣م، ثم الصدر الأعظم ﻟ «تونس» عام ١٨٧٨م، اشتدت الوشايات بينه وبين «الباي» أثناء ذلك؛ فاستقال من منصبه وهاجر إلى «إسطنبول» حيث اهتم السلطان «محمد الثاني» بقدراته، وما لبث أن عينه صدرًا أعظم للدولة العثمانية، فعمل خلال فترة حرجة عانى فيها توابع الهزائم القاسية على يد «روسيا».

حاول توطيد علاقات الدولة العثمانية بولاياتها، ولما أخفق في إقناع السلطان «عبد الحميد» بإصلاح نظام الحكم، قدم استقالته من منصبه عام ١٨٧٩م، إلا أنه بقي على اتصال ببلاط السلطان، ثم أصبح عضوًا في مجلس الأعيان حتى وافته منيته هناك في يناير عام ١٨٩٠م.

ترك لنا «خير الدين باشا» سيرة ذاتية طيبة، وتجربة إصلاحية عظيمة، ومؤلفًا قيمًا لا يزال مرجعًا للفكر العربي الحديث.

📚 كتب خير الدين التونسي