⬅️ رجوع إلى قائمة المؤلفين

🖋️ روحي الخالدي

🖋️ روحي الخالدي: رائد البحث التاريخي في فلسطين

يُعَدُّ محمد روحي الخالدي واحدًا من أبرز الشخصيات التاريخية الفلسطينية، حيث أسهم بشكل كبير في توثيق وتحليل الأحداث التاريخية التي شهدتها فلسطين والعالم الإسلامي في أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين. وُلِدَ في القدس عام 1864م، وكان له دورٌ محوري في رصد الأطماع الصهيونية التي بدأت تظهر في تلك الفترة.

التعليم والنشأة

تلقّى الخالدي تعليمه الأساسي في مدينة القدس، حيث كان والده قاضيًا وعضوًا بالمجلس العمومي في بيروت. هذا الجو العائلي الذي نشأ فيه ساهم بشكل كبير في تشكيل وعيه الثقافي والسياسي. بعد ذلك، انتقل إلى لبنان وتركيا لمتابعة دراسته، حتى استقر به المطاف في الأستانة حيث التحق بالمكتب الملكي السلطاني لدراسة الإدارة والعلوم السياسية عام 1887م.

المسيرة الأكاديمية والمهنية

بعد تخرجه عام 1893م، عاد الخالدي إلى القدس ليعمل كمدرس، لكنه لم يتوقف عن السعي نحو المعرفة. كانت لديه رغبة قوية في التعلم مما دفعه للسفر مرة أخرى إلى تركيا ومن ثم إلى باريس، حيث التحق بجامعة السوربون. هناك، اكتسب معرفة واسعة حول القضايا السياسية والاجتماعية التي كانت تؤثر على العالم الإسلامي.

الإسهامات الأدبية والتاريخية

أسس الخالدي العديد من الأعمال الأدبية والتاريخية التي تُعتبر مرجعًا مهمًا للباحثين والمهتمين بتاريخ فلسطين. لقد كتب عن أحوال المجتمع الفلسطيني وتاريخ المنطقة بأسلوب علمي دقيق، مما جعله من أوائل المؤرخين الذين وثقوا للتاريخ الفلسطيني الحديث. كما تناولت كتاباته موضوعات متعددة تتعلق بالهوية الوطنية والقومية العربية.

رؤية الخالدي للأطماع الصهيونية

كان الخالدي من أوائل المفكرين الذين تنبهوا للأطماع الصهيونية في الأراضي العربية. لقد حذر من المخاطر التي قد تواجهها فلسطين نتيجة هذه الأطماع وأكد على أهمية الوحدة العربية لمواجهة التحديات الخارجية. كانت رؤيته تستند إلى تحليل عميق للأحداث السياسية والاجتماعية التي كانت تجري آنذاك.

الإرث والتأثير

لا يزال إرث روحي الخالدي حيًّا حتى يومنا هذا، حيث يُعتبر رمزًا للبحث العلمي والدفاع عن الهوية الفلسطينية. تأثيره يمتد إلى الأجيال الجديدة من الباحثين والمفكرين الذين يسعون لفهم تاريخ بلادهم ومواجهة التحديات المعاصرة. إن أعماله تُعدّ مصدر إلهام لكل من يسعى لتحقيق العدالة الاجتماعية والسياسية للفلسطينيين.

صورة المؤلف

روحي الخالدي: باحثٌ ومؤرِّخٌ فلسطيني، يُعَدُّ رائدَ البحث التاريخي الحديث في فلسطين في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، وهو من أوائل مَن رَصدُوا أحوالَ العالَم الإسلامي في تلك الحِقْبة، وتنبَّهوا إلى بَوادِرِ الأطماعِ الصِّهيُونيةِ في الأراضي العربية.

وُلِد «محمد روحي الخالدي» في مدينة القدس عامَ ١٨٦٤م، وكان والده قاضيًا وعضوًا بالمجلس العمومي في بيروت. تَلقَّى تعليمَه الأساسيَّ في القدس، ثم تابَعَ دراستَه مُتنقِّلًا بين لبنان وتركيا، حتى استقرَّ به الحال في الأستانة؛ حيثُ الْتَحقَ بالمكتب المَلَكي السُّلْطاني ليَدرُسَ الإدارةَ والعلومَ السياسية عامَ ١٨٨٧م. بعدَ تخرُّجِه عامَ ١٨٩٣م، عاد الخالدي إلى القدس واشتغل بالتدريس، إلَّا أن رغبته العارمة في مُواصَلةِ التعلُّم حَدَتْ به إلى السفر من جديدٍ إلى تركيا، ومِن ثَمَّ إلى باريس؛ حيثُ الْتَحقَ بجامعة «السوربون» لدراسةِ فلسفةِ العلوم الإسلامية والآداب الشرقية. كان الخالدي يُتقِن اللغتين العربية والتركية ويجمع إليهما الفرنسية، وقد شارَكَ في مؤتمر المستشرقين الذي عُقِد في باريس عامَ ١٨٩٧م. وفي ١٨٩٨م عُيِّن قنصلًا عامًّا في مدينة بوردو الفرنسية وتَوابِعِها.

زوَّد الخالدي مجلةَ «الهلال» في القاهرة بمقالاته المعرفية والتحليلية، التي تناولَتْ موضوعاتٍ تاريخيةً وسياسيةً ومُقارَناتٍ أدبية، وكان يُوقِّعها باسم «المقدسي» بسبب طبيعة عمله الدبلوماسي التي كانت تَحُول بينَه وبينَ الإفصاحِ عن اسمه، وظلَّ كذلك حتى إعلانِ الدستور عامَ ١٩٠٨م، إثرَ الانقلابِ الدستوري الذي شارَكَ فيه بفاعليةٍ كعضْوٍ مُؤسِّسٍ بجمعية «الاتحاد والترقي»، التي قادَتِ الدعوةَ للانقلاب على الحكومة العثمانية المُستبِدَّة آنَذاك. لاحقًا، عاد الخالدي إلى القدس وانتُخِب نائبًا عن المدينة في مجلس النوَّاب العثماني «مجلس المبعوثان»، وأُعِيدَ انتخابُه مرةً أخرى عامَ ١٩١٢م نائبًا لرئيس المجلس.

لفَظَ محمد روحي الخالدي أنفاسَه الأخيرة متأثِّرًا بإصابته بالتِّيفوئِيد، ودُفِن بمدينة الأستانة عامَ ١٩١٣م، مُخلِّفًا وراءَه عددًا من المُؤلَّفات والمَخطوطاتِ التاريخية، من أبرزها: «أسباب الانقلاب العثماني وتركيا الفتاة» و«الكيمياء عند العرب»، إلى جانبِ عددٍ من المقالات تم تجميع بعضها، كما في كتاب: «تاريخ علم الأدب عند الإفرنج والعرب وفيكتور هوجو».

📚 كتب روحي الخالدي