تعتبر قصة العرب في إسبانيا من الفصول المهمة في تاريخ الحضارة الإسلامية. تتناول هذه القصة تأثير العرب على الثقافة والسياسة والاقتصاد في شبه الجزيرة الإيبيرية، حيث بدأ الوجود العربي بعد الفتح الإسلامي في القرن الثامن الميلادي.
بدأ الفتح الإسلامي لإسبانيا عام 711 ميلادي بقيادة طارق بن زياد، الذي قاد جيشًا عربيًا كبيرًا عبر مضيق جبل طارق. تمكن العرب من السيطرة على معظم الأراضي الإسبانية بسرعة، مما أدى إلى تأسيس حكم أندلسي استمر لعدة قرون. خلال هذه الفترة، ازدهرت العلوم والفنون، وأصبح الأندلس مركزًا ثقافيًا هامًا يجذب العلماء والمفكرين من جميع أنحاء العالم.
تميزت فترة الحكم العربي بتنوع ثقافي كبير، حيث تفاعل العرب مع السكان المحليين واليهود. أسسوا مدنًا مزدهرة مثل قرطبة وغرناطة، التي أصبحت مراكز للعلم والفن. تم تطوير اللغة العربية والأدب والشعر بشكل كبير خلال هذه الفترة، مما أثرى التراث الثقافي الإسباني.
على الرغم من الازدهار الذي شهدته الأندلس، إلا أن الصراعات الداخلية والحروب مع الممالك المسيحية أدت إلى تراجع الحكم العربي. انتهت هذه الحقبة بسقوط غرناطة عام 1492، وهو الحدث الذي يمثل نهاية الوجود العربي في إسبانيا. ومع ذلك، لا يزال تأثير العرب واضحًا في الثقافة الإسبانية حتى اليوم.
ترك العرب إرثًا ثقافيًا غنيًا في إسبانيا يشمل العمارة والموسيقى واللغة. يمكن رؤية التأثيرات العربية في العديد من المعالم التاريخية مثل قصر الحمراء وجامع قرطبة. كما أن الكثير من الكلمات العربية لا تزال مستخدمة في اللغة الإسبانية الحديثة.
المؤلف: ستانلي لين بول
الترجمات: علي الجارم
التصنيفات: تاريخ
تواريخ النشر: صدر أصل هذا الكتاب باللغة الإنجليزية عام ١٨٩٦. - صدرت هذه الترجمة عام ١٩٤٧. - صدرت هذه النسخة عن مؤسسة هنداوي عام ٢٠١٢.