يعتبر الكساد الكبير واحدًا من أكثر الأحداث الاقتصادية تأثيرًا في التاريخ الحديث، حيث بدأ في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1929 واستمر حتى أواخر الثلاثينيات. كان لهذا الكساد آثار عميقة على الاقتصاد العالمي، مما أدى إلى تغييرات جذرية في السياسات الاقتصادية والاجتماعية.
أسباب الكساد الكبير
تعددت الأسباب التي أدت إلى حدوث الكساد الكبير، ومن أبرزها:
فشل النظام المصرفي: شهدت البنوك انهيارات متكررة، مما أدى إلى فقدان الثقة في النظام المالي.
انخفاض الاستهلاك: تراجع الطلب على السلع والخدمات بسبب ارتفاع معدلات البطالة وانخفاض الدخل.
التضخم المفرط: زيادة الأسعار بشكل غير مسبوق قبل الكساد أدت إلى تفاقم الأوضاع الاقتصادية.
السياسات التجارية: فرض الرسوم الجمركية العالية على الواردات أثرت سلبًا على التجارة الدولية.
الصفقة الجديدة
في مواجهة آثار الكساد الكبير، أطلق الرئيس الأمريكي فرانكلين ديلانو روزفلت برنامج "الصفقة الجديدة" عام 1933. كانت هذه الصفقة تهدف إلى إنعاش الاقتصاد الأمريكي من خلال مجموعة من الإصلاحات والسياسات الاجتماعية. ومن أهم ملامح الصفقة الجديدة:
إنشاء برامج العمل: تم إنشاء العديد من البرامج لتوفير فرص العمل للأمريكيين العاطلين عن العمل.
الإصلاحات المالية: تم وضع قوانين جديدة لتنظيم القطاع المالي وحماية المدخرات.
دعم الزراعة: تم تقديم الدعم للمزارعين لتحسين الإنتاج الزراعي واستقرار الأسعار.
بناء البنية التحتية: استثمرت الحكومة في مشاريع البنية التحتية مثل الطرق والسدود لتعزيز النمو الاقتصادي.
آثار الكساد الكبير والصفقة الجديدة
كان للكساد الكبير والصفقة الجديدة تأثيرات بعيدة المدى على المجتمع الأمريكي والعالمي. فقد ساهمت الصفقة الجديدة في إعادة بناء الثقة في الاقتصاد وزيادة دور الحكومة في الحياة الاقتصادية. كما أدت إلى تغييرات اجتماعية هامة، مثل تعزيز حقوق العمال وتحسين ظروف العمل.
الخلاصة
يمثل الكساد الكبير والصفقة الجديدة فترة حاسمة في التاريخ الاقتصادي الأمريكي. لقد شكلت هذه الأحداث الأساس للسياسات الاقتصادية الحديثة وأثرت على كيفية تعامل الحكومات مع الأزمات الاقتصادية. من خلال فهم هذه الفترة التاريخية، يمكننا التعلم من الأخطاء السابقة وتطبيق الدروس المستفادة في مواجهة التحديات الاقتصادية الحالية والمستقبلية.
أدَّى إخفاق جيل في التعامل مع التغيرات الحادة التي ساقتها الحرب العالمية الأولى إلى اشتعال فتيل الكساد الكبير الذي يُعَدُّ كارثة ذات أبعاد عالمية كان من الممكن التنبُّؤُ بها، بل كانت متوقعة بالفعل. وفي هذا الكتاب، يبيِّن المؤلف كيف أن الدور المحوري الجديد الذي لعبته الولايات المتحدة في سنوات ما بين الحربين العالميتين قد جعل من الأخطاء التي وقعت فيها القيادة الأمريكية أحداثًا هزَّتْ أركان العالم. وقد أفسح نطاق الأزمة المجال أمام قيادة فرانكلين روزفلت المثيرة للاهتمام وللجدل، لتضع صفقته الجديدة الولايات المتحدة على مسار سياسيٍّ جديد تمامًا.