⬅️ رجوع إلى قائمة المؤلفين

🖋️ عفيفة كرم

عفيفة كرم: رائدة الأدب النسائي العربي

عفيفة كرم هي واحدة من أبرز الشخصيات الأدبية في التاريخ العربي الحديث. وُلدت في عام 1883 في قرية عمشيت بلبنان، وكانت ابنة للدكتور يوسف ميخائيل كرم، الذي كان له تأثير كبير على مسيرتها التعليمية والأدبية. عُرفت كرم بكونها كاتبة وصحفية لبنانية، وقد ساهمت بشكل كبير في تطوير الرواية النسائية العربية خلال القرن التاسع عشر.

البدايات الأدبية

بدأت عفيفة كرم مسيرتها الأدبية بإصدار روايتها الأولى "فاطمة البدوية" عام 1905، تلتها رواية "بديعة وفؤاد" عام 1906. كانت هذه الأعمال بمثابة انطلاقة قوية للأدب النسائي في الوطن العربي، حيث أظهرت قدرة المرأة على التعبير عن قضاياها وهمومها من خلال الكتابة. لم تكن هذه الروايات مجرد قصص، بل كانت تعكس واقع المجتمع وتسلط الضوء على التحديات التي تواجهها النساء في ذلك الوقت.

المجلة الرائدة: المرأة السورية

في عام 1911، أصدرت عفيفة كرم مجلة "المرأة السورية"، التي تُعتبر أول مجلة عربية مستقلة مخصصة للنساء. كانت المجلة منصة مهمة لنشر الأفكار والمقالات التي تتعلق بقضايا المرأة وحقوقها. لقد ساهمت المجلة في تعزيز الوعي الاجتماعي والثقافي بين النساء العربيات، وألهمت العديد من الأديبات الأخريات لبدء مشاريعهن الخاصة. بعد نجاح "المرأة السورية"، ظهرت مجلات أخرى مثل "العروس" التي أُصدِرت في دمشق بنفس العام.

إرث عفيفة كرم وتأثيرها

يُعتبر إرث عفيفة كرم من أهم العوامل التي ساعدت على تمهيد الطريق أمام الكاتبات العربيات لاحقًا. فقد كانت سباقةً في مجال الكتابة والنشر، مما شجع العديد من النساء على التعبير عن أنفسهن ومشاركة قصصهن مع العالم. إن روح المبادرة التي تجسدت فيها لا تزال تلهم الأجيال الجديدة من الكاتبات العربيات حتى يومنا هذا.

التحديات والنجاحات

واجهت عفيفة كرم تحديات كبيرة خلال مسيرتها الأدبية بسبب القيود الاجتماعية والثقافية المفروضة على النساء في عصرها. ومع ذلك، استطاعت أن تتجاوز هذه العقبات وتحقق نجاحات ملحوظة. لقد كانت مثالًا يحتذى به للنساء اللواتي يسعين إلى تحقيق أحلامهن في مجالات الأدب والصحافة.

  • الإبداع الأدبي: قدمت أكثر من 13 رواية نسائية خلال أقل من عشر سنوات.
  • التأثير الثقافي: أسست منصة حقيقية لنشر قضايا المرأة وتعزيز حقوقها.
  • الإلهام: لا تزال أعمالها مصدر إلهام للكاتبات المعاصرات.

في الختام، تظل عفيفة كرم رمزًا للقوة والإبداع النسائي في العالم العربي. إن مساهماتها لم تقتصر فقط على الأدب بل امتدت لتشمل الصحافة والتوعية الاجتماعية، مما جعل منها شخصية بارزة ومؤثرة في تاريخ الثقافة العربية.

صورة المؤلف

عفيفة كرم: كاتبةٌ وصحفيةٌ لبنانية تُعَد مِن رائِدات الرواية في الوطن العربي، ويُدرَج اسمُها ضمنَ أهم أدباء القرن التاسع عشر؛ ففي وقتٍ كان يصعب فيه أن تَخوضَ المرأةُ العربية غِمارَ المجالِ الصحفي والأدبي، كانت من السابقات اللاتي مهَّدنَ الطريقَ لإبداع المرأة في هذا المجال؛ فبعدَ إصدارِ روايتَيْها «فاطمة البدوية» عامَ ١٩٠٥م و«بديعة وفؤاد» عامَ ١٩٠٦م، صدرَتْ أكثر من ١٣ رواية عربية نسائية في أقلَّ من عشر سنوات. وبعد أن قامت بإصدار مجلة «المرأة السورية» عامَ ١٩١١م كأول مجلة عربية مستقلة للمرأة؛ حذَتْ حذْوَها أديباتٌ عربيات، فكانت مجلةُ «العروس» التي أُصدِرت في «دمشق» بنفس العام. سَبْقُها الدائم كان عاملًا هامًّا في خلقِ رُوحِ المُبادَرة لدى المرأة العربية، وهو ما لا نزال نفتقده حتى يومنا هذا.

وُلِدت عامَ ١٨٨٣م في قرية «عمشيت» بلبنان. كان والِدُها الدكتور «يوسف ميخائيل كرم» أولَ أستاذٍ لها، عُنِي بتربيتها وتعليمها فأدخَلَها مدرسةَ القرية، ثم عهد بها إلى راهبةٍ متميزة في مدرسة «راهبات العائلة المقدسة» في قرية «جبيل» كي تستزيد من المعرفة. إلا أن مُجتمعَ القريةِ كانَ شديدَ التَّزمُّت، وكان يُعتقَد فيه أنَّ التعليمَ يُفسِد الفتاة ويَصرِفها عن فكرة الزواج وتكوين الأسرة؛ فقام والِدُها بتزويجها «كرم حنا صالح» عامَ ١٨٩٧م. وبعدَ أن حُرِمت مِن استكمالِ تعليمها في الرابعة عشرة، عكفَتْ على الاطِّلاع والقراءة، وحلمتْ في سنٍّ مبكرة بالتعبير عن هموم المرأة، فكانت فاجعةُ زواجها المبكر هي التي أرشدَتْها إلى فكرةِ التنوير ودور الأدب في ذلك.

وفي سنِّ السادسة عشرة، سافرَتْ مع زوجها إلى الولايات المتحدة الأمريكية واستقرَّت معه في «لويزيانا». ولتحقيقِ ذاتها بدأَتْ في مُراسَلة الصحف العربية والكتابة على صفحاتها، وبعدَ مُضِي بعض الوقت وما لقيَتْه كتاباتُها مِن الاستحسان، تولَّتْ رئاسةَ تحريرِ جريدة «الهدى» المعروفة وأثبتَتْ جدارةً تامةً في إدارتها، كما أصدرَتْ مجلةَ «المرأة السورية» لأول مرة عامَ ١٩١١م، قبل أن تفكِّر في إصدارِ مجلةٍ مستقلة تُعنَى بشئون المرأة العربية في بلاد المَهجَر، سُمِّيت «العالَم الجديد» ورأى عددُها الأول النورَ عامَ ١٩١٢م.

أصدرَتْ عفيفة كرم ثمانيَ رواياتٍ في مَواضيعَ متعدِّدة، نَذكُر منها: «بديعة وفؤاد»، و«غادة عمشيت»، و«ابنة نائب الملك»، و«نانسي ستاير»، و«محمد علي الكبير».

وفي عام ١٩٢٤م تُوفِّيت إثرَ إصابةٍ مُفاجِئة في الدماغ، دونَ أن يَتسنَّى لها أن تَعودَ لبَلدِها بعدَ رحلةٍ من الغُرْبة امتدَّتْ لِمَا يُقارِب الخمسة والعشرين عامًا.

📚 كتب عفيفة كرم