⬅️ رجوع إلى قائمة المؤلفين

🖋️ فخري البارودي

فخري البارودي: رمز النضال والثقافة

نشأته وتاريخه العائلي

وُلِد فخري البارودي في دمشق بين عامي 1886 و1889، لعائلة ذات تاريخ سياسي عريق. جَدُّه «ظاهر العمر» كان حاكماً لصفد وقاد حركة مناهضة للدولة العثمانية، بينما والده كان من أعيان دمشق في نهاية القرن التاسع عشر. هذه الخلفية العائلية ساهمت في تشكيل شخصيته الوطنية والسياسية.

مسيرته الأدبية والسياسية

فخري البارودي لم يكن مجرد كاتب وشاعر، بل كان ناشطاً سياسياً بارزاً. استخدم قلمه للدفاع عن حقوق الشعب السوري، وكان له دور فعال في الحركة القومية العربية. من خلال شعره، عبّر عن آمال وآلام شعبه، مما جعله واحداً من أبرز الأصوات الأدبية في عصره.

إسهاماته الثقافية والموسيقية

بالإضافة إلى نشاطه السياسي والأدبي، كان البارودي راعياً رسمياً للموسيقى في سوريا. ساهم في تعزيز الثقافة الموسيقية العربية من خلال دعم الفنانين والموسيقيين المحليين. هذا الدور جعل منه شخصية محورية في المشهد الثقافي السوري.

إرثه وتأثيره على الأجيال اللاحقة

ترك فخري البارودي إرثاً غنياً من الأعمال الأدبية والسياسية التي ألهمت العديد من الأجيال اللاحقة. يُعتبر رمزاً للنضال الوطني والقومي، حيث تظل أفكاره ومؤلفاته تُدرس وتُناقش حتى اليوم. إن تأثيره لا يقتصر فقط على مجاله الأدبي بل يمتد ليشمل جميع جوانب الحياة الثقافية والسياسية في سوريا.

صورة المؤلف

فخري البارودي: المُحارِبُ الذي رفَعَ بُنْدقيتَه في وجْهِ المُحتَل، والسِّياسِيُّ الذي دافَعَ عَن حُقوقِ الشَّعبِ السُّوري، والكاتِبُ الذي ناضَلَ بقَلَمه، والشاعِرُ الذي تَغنَّى بالقَوْميةِ العَربية، والراعِي الرَّسْميُّ للمُوسيقى في سُوريا؛ إنَّه «شَيْخُ الشَّباب».

وُلِدَ «فخري بن محمود بن محمد حسن بن محمد ظاهر بن أحمد ظاهر العمر»، في دمشق فيما بينَ الأَعْوام (١٨٨٦–١٨٨٩م) تقريبًا، لأُسْرةٍ لها باعٌ طويلٌ في التاريخِ السِّياسي؛ فجَدُّه الأَكْبرُ هو «ظاهر العمر» حاكِمُ صفد وما يَلِيها، الذي قادَ حَركةً مُناوِئةً للدولة العثمانية، ووالِدُه من أَعْيانِ دمشق خِلالَ العَقْدِ الأخيرِ مِنَ القرْنِ التاسِعَ عشَر، وقد حمَلَ لقبَ «البارودي» لأنَّ جَدَّه كانَ يَعملُ في مَصنعٍ للبارُودِ فنُسِبَ إليه.

تَلقَّى «البارودي» مبادِئَ القِراءةِ والكِتابة، وأتمَّ الابتدائيةَ في المَدْرسةِ «العازرية»، ثُمَّ انتقَلَ إلى «مكتب عنبر» ليَحصُلَ على الشهادةِ الثانويةِ عامَ ١٩٠٨م، ودفَعَه شغَفُه للتعلُّمِ إلى السَّفرِ إلى فرنسا دُونَ مُوافقةِ والِدِه عامَ ١٩١١م، لكنَّه عادَ منها بعدَ عام.

تَصدَّرَ العملُ العسكريُّ حياةَ «البارودي» فانضمَّ إلى «الجمعية العربية الفتاة»، وشارَكَ في الحرْبِ العالَميةِ الأُولى (١٩١٤–١٩١٨م) معَ الجيشِ العُثْماني، وأُسِرَ في مَعركةِ «بئر السبع» عامَ ١٩١٧م، ثُمَّ اشترَكَ في الثَّوْرةِ العربيةِ الكُبرى، وشارَكَ في الانتفاضةِ الشعبيةِ عامَ ١٩٤٥م.

وقَدِ استغَلَّ «البارودي» حُضورَه الشَّعبيَّ فانضَمَّ إلى «حزب الكتلة الوطنية» في دمشق، وعرَفَ كيفَ يَستغِلُّ الشارِعَ فسخَّرَه لصالِحِ الحركةِ الوَطَنية، وبإشارةٍ مِنه كانَتْ تُغلَقُ الحَوانِيتُ والمَتاجِرُ والمَدارسُ ويُعلَن الإِضْراب. انتخَبَه الشَّعبُ نائِبًا عَن دمشق في الجمعيةِ التأسيسيةِ عامَ ١٩٢٨م، ونائبًا لدورات (١٩٣٣، ١٩٣٦، ١٩٤٣، ١٩٤٧م).

عَلى الصَّعِيدِ العَمليِّ طالَبَ الشعبَ بسُلوكِ مَبدأ «الاقتصادِ المُغلَق»، كما أطلَقَ مَشروعَ «الفرنك» الذي يَقضِي بجِبايةِ فرنك سُوريٍّ واحدٍ مِنَ الناس. وعَلى الرغمِ مِن كُلِّ مَشاغِلِه فقَدْ كانَ للمُوسيقى حَيِّزٌ في فِكْرِه ونشاطِه فأسَّسَ عامَ ١٩٢٨م «النادِي المُوسِيقي السُّوري الشَّرْقي»، وأخيرًا عامَ ١٩٤٧م أسَّسَ «المَعْهد المُوسِيقي». وللبارودي العدِيدُ مِنَ الأعمالِ مِنها: «تارِيخٌ يَتكلَّم»، و«مُذكِّرات البارودي»، وهو صاحِبُ القصيدةِ الشَّهِيرة «بلاد العُرْب أَوْطاني».

تُوفِّيَ البارودي في مايو ١٩٦٦م، تارِكًا مَشْعَلًا مِنَ الوطنيةِ يُضِيءُ لَنا دُرُوبَنا.

📚 كتب فخري البارودي