⬅️ رجوع إلى قائمة المؤلفين

🖋️ فرتجوف شيئون

فرتجوف شيئون: الفيلسوف المتصوِّف

فرتجوف شيئون هو شخصية بارزة في تاريخ الفلسفة والتصوُّف، حيث ترك بصمة واضحة في مجالات متعددة مثل الميتافيزيقيا والفن. وُلد عام 1907م في بازل بسويسرا، ومنذ صغره أظهر اهتمامًا كبيرًا بالمعرفة والفكر العميق. على الرغم من الظروف الصعبة التي واجهها بعد وفاة والده، إلا أنه تمكن من متابعة شغفه بالتعلم.

التعليم والنشأة

تلقى فرتجوف تعليمه الأولي في مسقط رأسه، ولكن بعد وفاة والده، انتقلت أسرته إلى فرنسا حيث عاشوا في مدينة مولوز. هناك، استأنف دراسته لفترة قصيرة قبل أن يترك المدرسة ليعمل في حِرفة النسيج لإعالة أسرته. كانت هذه التجربة بداية لتشكيل رؤيته الفكرية، حيث تأثر بالبيئة المحيطة به وبالأشخاص الذين التقى بهم.

الخدمة العسكرية والدراسة

في عام 1930م، أدَّى فرتجوف خدمته العسكرية في الجيش الفرنسي. بعد انتهاء خدمته، عاد للعمل في النسيج ولكنه لم يتخلَّ عن شغفه بالتعلم. بدأ دراسة اللغة العربية في مدرسة تابعة لأحد المساجد بباريس، مما ساعده على فهم الثقافة الإسلامية والفكر العربي بشكل أعمق. خلال هذه الفترة، بدأ أيضًا في استكشاف مبادئ الميتافيزيقيا والفلسفة.

الإسهامات الفكرية

تعتبر كتابات فرتجوف شيئون من أهم الإسهامات الفكرية التي تناولت موضوعات متنوعة تتراوح بين الفلسفة والدين والتصوُّف. كان له تأثير كبير على العديد من المفكرين والباحثين الذين جاءوا بعده. اعتمدت أفكاره على مزيج من التعاليم التقليدية والتأمل الشخصي، مما جعله واحدًا من رواد المدرسة الفلسفية المذهبية التقليدية.

الفن والشعر

إلى جانب فلسفته العميقة، كان فرتجوف أيضًا شاعرًا ورسَّامًا موهوبًا. استخدم الفن كوسيلة للتعبير عن أفكاره ومشاعره الداخلية. كانت أعماله الفنية تحمل طابعًا روحانيًا عميقًا يعكس تصوره للعالم وللوجود البشري. كما أن شعره كان يعبر عن تأملاته حول الحياة والموت والمعنى.

الإرث الفكري

لا يزال إرث فرتجوف شيئون يؤثر على العديد من المجالات الأكاديمية والفكرية حتى اليوم. تُدرس أفكاره في الجامعات وتُناقش في الدوائر الثقافية المختلفة. يُعتبر مثالاً حيًّا على كيف يمكن للفرد أن يتجاوز التحديات الشخصية ويحقق إنجازات كبيرة تسهم في إثراء المعرفة الإنسانية.

صورة المؤلف

فرتجوف شيئون: فيلسوف ومتصوِّف وعالِم ميتافيزيقي ألماني، وشاعر ورسَّام أيضًا، اشتهر كثيرًا بكتاباته المختلفة التي تناوَلت موضوعات الفلسفة والدِّين والتصوُّف والميتافيزيقيا والأنثروبولوجيا والفن، وهو يُعَد أحدَ روَّاد المدرسة الفلسفية المذهبية التقليدية التي أسَّسها الفيلسوف الفرنسي المتصوِّف «عبد الواحد يحيى».

وُلد عام ١٩٠٧م في مدينة بازل بسويسرا. تلقَّى تعليمه الأوَّلي في مدينته، ولكنه اضطرَّ إلى السفر مع عائلته إلى فرنسا بعد وفاة والده عام ١٩٢٠م، فعاش في مدينة مولوز، وهناك استأنف دراستَه، لكنه سرعان ما ترك المدرسةَ واتجه إلى العمل من أجل إعالة أسرته؛ حيث عمل في حِرفة النسيج. أدَّى خدمتَه العسكرية في الجيش الفرنسي عامَ ١٩٣٠م، ثم استأنف عملَه في النسيج، كما بدأ في دراسة اللغة العربية في مدرسةٍ تابعة لأحد المساجد بباريس، وأثناء دراسته تعرَّف على مبادئ الميتافيزيقيا والفلسفة والتصوُّف، كما تعرَّف على أشكال مختلفة من الفن التقليدي في باريس، وخاصةً فنون آسيا.

قرَّر مغادرةَ فرنسا والسفرَ إلى دول الشرق بعد أن أظهَر اهتمامه الكبير بالديانة الإسلامية، فسافَر إلى الجزائر، وهناك أعلَن اعتناقَه الإسلام وغيَّر اسمه إلى «عيسى نور الدين أحمد»، لكنه لم يَبقَ طويلًا في الجزائر حيث اضطرَّ إلى مغادَرتها والعودة إلى باريس بناءً على أمرٍ من السُّلطات الاستعمارية الفرنسية. وفي عام ١٩٣٨م سافَر إلى مصر حيث التقى بالفيلسوف «جينون» الذي أثَّر في أفكاره كثيرًا، وفي العام التالي سافَر إلى الهند، ولكنَّ بقاءَه بها لم يكُن طويلًا بسبب اندلاع الحرب؛ حيث اضطرَّ إلى العودة إلى فرنسا لأداءِ خدمته العسكرية. اعتُقِل من قِبَل النازيين، ولكنه استطاع الهربَ إلى سويسرا وظلَّ بها أربعين عامًا. تزوَّج في عام ١٩٤٩م، وهاجَر الزوجان من سويسرا إلى الولايات المتحدة في عام ١٩٨٠م، وظلَّ «شيئون» بها حتى وافَته المَنِية.

له العديد من المؤلَّفات والترجمات عن الألمانية، فضلًا عن المقالات والقصائد الشعرية، ومن أعماله: «الوحدة المتعالية للأديان»، و«وجهات نظر روحية وحقائق إنسانية»، و«لغة الذات»، و«الشكل والجوهر في الأديان»، و«مسرحية الأقنعة»، و«جذور الحالة الإنسانية»، و«كيف نفهم الإسلام».

تُوفِّي «فرتجوف شيئون» في عام ١٩٩٨م بالولايات المتحدة الأمريكية.

📚 كتب فرتجوف شيئون