تُعتبر الثقوب السوداء من أكثر الظواهر الفلكية غموضًا وإثارة للاهتمام. هي مناطق في الفضاء تتمتع بجاذبية قوية لدرجة أن لا شيء، حتى الضوء، يمكنه الهروب منها. تتشكل الثقوب السوداء عندما تنهار النجوم الكبيرة تحت تأثير جاذبيتها الخاصة بعد انتهاء دورة حياتها.
أنواع الثقوب السوداء
هناك ثلاثة أنواع رئيسية من الثقوب السوداء:
الثقوب السوداء النجمية: تتكون من انهيار نجم كبير.
الثقوب السوداء المتوسطة: يُعتقد أنها تتشكل من تجمع عدة ثقوب سوداء نجمية.
الثقوب السوداء العملاقة: توجد في مراكز معظم المجرات، بما في ذلك مجرتنا درب التبانة.
أهمية دراسة الثقوب السوداء
تساعد دراسة الثقوب السوداء العلماء على فهم العديد من المفاهيم الأساسية في الفيزياء الفلكية، مثل الجاذبية والزمن والمكان. كما تساهم في توضيح كيفية تطور المجرات وتفاعلها مع بعضها البعض. تعتبر الثقوب السوداء أيضًا مختبرات طبيعية لدراسة نظرية النسبية العامة لأينشتاين.
الترجمات والإصدارات
صدر الكتاب الأصلي "الثقوب السوداء: مقدمة قصيرة جدًّا" باللغة الإنجليزية عام 2015، وتمت ترجمته إلى العربية بواسطة أحمد سمير درويش وهاني فتحي سليمان، حيث تم نشر هذه الترجمة عن مؤسسة هنداوي عام 2022. يقدم الكتاب نظرة شاملة ومبسطة حول هذا الموضوع المعقد.
تصحبنا مؤلِّفة هذا الكتاب في جولةٍ شائقة نتعرَّف من خلالها على الثقوب السوداء؛ فتستهلُّ كتابَها بتعريف الثقوب السوداء وتوضيح ماهيتها وكيفية تكوُّنها، وتشرح مفهوم نسيج الزمكان وعلاقته بالثقوب السوداء، ومن ثَم تستعرض أبرزَ السمات التي تميِّز ثقبًا أسودَ عن آخَر، مثل الكتلة والزخَم الزاوي، وتسلِّط الضوء على ما يحدُث للمادة عندما تسقط داخلَ ثقبٍ أسود. بعد ذلك تتطرَّق إلى شرح مفهوم «إنتروبيا» الثقوب السوداء وخصائصها وعملياتها الديناميكية الحرارية، وتُبيِّن كيفية قياس وزنها. ويُختتم الكتابُ باستعراض الأسباب التي تدفعنا إلى دراسة الثقوب السوداء، وتأثيراتها الثانوية التي تتجاوز الوسط المحيط بها، وتمتدُّ حتى كوكب الأرض.