⬅️ رجوع إلى قائمة المؤلفين

🖋️ ناصيف اليازجي

ناصيف اليازجي: الشاعر والأديب اللبناني

ناصيف اليازجي هو أحد أبرز الشخصيات الأدبية في تاريخ لبنان، حيث وُلِد عام 1800م في قرية كفر شيما. ينتمي إلى عائلة «اليازجي» التي كانت لها مكانة مرموقة في المجتمع العثماني، وقد أسهمت هذه العائلة في تشكيل العديد من رواد الفكر والأدب.

نشأته وتعليمه

نشأ ناصيف في بيئة غنية بالمعرفة والثقافة، حيث كان والده كاتبًا لأحد الأمراء الشهابيين ومحبًا للأدب. هذا الأمر ساعده على تلقي تعليم متميز منذ صغره، حيث أُتيح له الاطلاع على مجموعة واسعة من العلوم مثل النحو والصرف والأدب والفلسفة. بالإضافة إلى ذلك، كان لديه شغف بالموسيقى والطب، مما ساهم في تشكيل شخصيته الأدبية المتنوعة.

إسهاماته الأدبية

بدأ ناصيف كتابة الشعر منذ صغره، حيث كتب العديد من القصائد والأزجال التي تعكس موهبته الفذة. تميز شعره بجمالية اللغة وعمق المعاني، مما جعله يحظى بشعبية كبيرة بين الأدباء والمثقفين. كما أن إبداعه لم يقتصر على الشعر فقط، بل شمل أيضًا الكتابة النثرية التي تناولت مواضيع متنوعة تتعلق بالثقافة والمجتمع.

تراثه وتأثيره

يعتبر ناصيف اليازجي رمزًا من رموز الأدب العربي الحديث، حيث ترك إرثًا ثقافيًا غنيًا أثرى المكتبة العربية. تأثيره لا يزال حاضرًا حتى اليوم من خلال أعماله التي تُدرس وتُحلل في الجامعات والمدارس. إن إسهاماته في تطوير الشعر العربي والنثر جعلته شخصية محورية يُحتذى بها في عالم الأدب.

الخاتمة

في النهاية، يُعد ناصيف اليازجي مثالاً حيًا على التفاعل بين الثقافة والتربية، وكيف يمكن للبيئة المحيطة أن تُشكل ملامح شخصية أدبية فذة. لقد ساهم بشكل كبير في إثراء التراث الثقافي العربي، ولا تزال أعماله تُلهم الأجيال الجديدة من الكتّاب والشعراء.

صورة المؤلف

ناصيف اليازجي: الكاتب والشاعر والأديب اللبناني، سليل أسرة «اليازجي» صاحبة المقام عند السلطان العثماني، والتي أنجبت الكثير من رواد الأدب والفكر.

وُلِد ناصيف بن عبد الله بن جنبلاط بن سعد اليازجي البستاني عام ١٨٠٠م بقرية «كفر شيما»، هاجرت أسرته من الساحل اللبناني إلى مدينة «حمص» في أوائل القرن السابع عشر وامتهنوا الكتابة للوُلَاة فأُطلِق عليهم لقب «اليازجي» وتعني الكاتب بالتركية، أما والدُه فقد كان كاتبًا لأحد الأمراء الشهابيين، كما كان طبيبًا مُحِبًّا للأدب واللغة.

اعتنى والدُه به من صِغَرِه فلقَّنه مفاتيح العلوم، كما أتاح اتِّساعُ ثقافة والده له أن يكون مُطالعًا لأمهات الكتب، فأتقن النحو والصرف والأدب واللغة والمنطق، كما اطَّلَع على علوم الطب والفلسفة والموسيقى والفقه، فكان من الطبيعي أن يكتب الشعر والأزجال في صباه.

نتيجة لاتِّساع دائرة الشعر عنده وهو لم يبلغ بعدُ السادسةَ عشرةَ ذاع صيتُه ومنحه شهرة أدبية مُبكرة، كما كان لتفوُّقه في الخط العربي وعلمه به عامل كبير في ذلك، حيث استدعاه البطريك «أغناطيوس» ليكتب في ديره، فمكث به سنتين، ثم رجع إلى قريته فما لبث أن استدعاه الأمير «بشير الشهابي الكبير» حاكم لبنان حيث عيَّنه كاتبًا بديوانه، فتقرب ناصيف للأمراء بكتابة الشعر فيهم، فألِفَتْه الأسماع وذاه صيتُه ببلاط الأمراء، فاتصل بجموع الوزراء والعلماء والأعيان.

بعد أن أُرغم الأمير الشهابي على مغادرة لبنان رجع ناصيف إلى بيروت عام ١٨٤٠م، فعمل مُترجمًا للإرساليات الأمريكية، وأتاحت له هذه الوظيفة التقرُّب إلى العلماء الغربيين فترجم الكتاب المُقدَّس، ثُم أصبح عضوًا في الجمعية السورية، فعرَفَه العلماء وطلبة العلم وأخذوا ينهلون من علمه، حتى أقدم العلماء الأمريكان على تعيينه في مدارسهم.

عمِل مُدرسًا بالكثير من المدارس اللبنانية منها المدرسة الوطنية لصاحبها «بطرس البستاني»، والمدرسة البطريركية، كما درَّس بالكلية الإنجيلية السورية، وأثناء ذلك اهتم بقضية إعادة الأمة إلى اللغة العربية وعلومها، فوضع في ذلك الكثير من الشروح والمُتون لإيصال علوم اللغة بأسلوب عصري، فكانت مؤلَّفاته مصباحًا يضيء الطريق في أولى خطوات الأمة نحو النهضة الأدبية.

تَمَيَّزَ بسرعة الحفظ فكان صاحب بداهة وفكاهة ونادرة، يحفظ القرآن، والكثير من أشعار العرب ومسامراتهم، يعشق الموسيقى والموشحات، مُحافظًا على تقاليد قومه في المأكل والمشرب والقول.

مَرِض الشيخ ناصيف اليازجي على إثر إصابة بشِقِّه الأيسر، وأثناء ذلك مات ابنُه الأكبر، فاجتمع عليه المرض والحزن فمات من فوره عام ١٨٧١م.

📚 كتب ناصيف اليازجي