⬅️ رجوع إلى قائمة المؤلفين

🖋️ هربرت سبنسر

هربرت سبنسر: الفيلسوف وعالم الاجتماع

هربرت سبنسر هو فيلسوف إنجليزي وعالم اجتماع بارز، وُلد في عام 1820م في ويرلي، إنجلترا. يُعتبر سبنسر واحدًا من مؤسسي المذهب الموضوعي، وقد عُرف بعبارته الشهيرة "البقاء للأصلح"، التي تلخص مفهوم التطور في الكائنات الحية والمجتمعات. نشأ في أسرة كاثوليكية محافظة من الطبقة المتوسطة، حيث لم يتلقَّ تعليمه الأكاديمي التقليدي بل اختار والده أن يدرس عن طريق الكتب.

التعليم والنشأة

على الرغم من عدم انتظامه في التعليم الأكاديمي، إلا أن سبنسر كان شغوفًا بالعلم منذ صغره. تلقى تعليمه الذاتي من خلال قراءة الكتب، وخاصة تلك المتعلقة بالرياضيات والعلوم الطبيعية. هذا الأساس العلمي ساعده على تطوير أفكاره الفلسفية والاجتماعية لاحقًا. بعد فترة قصيرة من العمل كمدرس، انتقل إلى مهنة الهندسة في السكك الحديدية، حيث استمر في دراسة الظواهر الطبيعية.

التحول إلى الأدب والسياسة

في منتصف القرن التاسع عشر، قرر سبنسر تغيير مساره المهني والانخراط في مجالات الأدب والسياسة والتحليل الاجتماعي. عمل كمحرر لجريدة "الإيكونومست الاقتصادية"، حيث بدأ نشر مقالاته وأفكاره حول القضايا الاجتماعية والاقتصادية. كانت كتاباته المبكرة تعكس اهتمامه العميق بالتطور الاجتماعي وكيف يمكن تطبيق مفاهيم العلوم الطبيعية على المجتمعات البشرية.

أفكار سبنسر وتأثيرها

تعتبر أفكار هربرت سبنسر حول التطور الاجتماعي واحدة من أبرز إسهاماته. فقد اعتقد أن المجتمعات تتطور بشكل مشابه للكائنات الحية، وأن هذه العملية تخضع لقوانين طبيعية معينة. كما قدم مفهوم "البقاء للأصلح" لتفسير كيفية تطور المجتمعات والأفراد عبر الزمن. كانت أفكاره مثيرة للجدل وأثرت بشكل كبير على العديد من المفكرين والفلاسفة الذين جاءوا بعده.

الإرث الفكري

ترك هربرت سبنسر إرثًا فكريًا غنيًا أثرى مجالات الفلسفة وعلم الاجتماع. لا تزال أفكاره تُدرس وتناقش حتى اليوم، حيث تعتبر جزءًا أساسيًا من تاريخ الفكر الغربي. يُنظر إليه كأحد الرواد الذين ساهموا في تشكيل فهمنا المعاصر للتطور الاجتماعي والعلمي.

صورة المؤلف

هربرت سبنسر: فيلسوف وعالم اجتماع إنجليزي، وهو واحدٌ من واضعي أساسات المذهب الموضوعي، وصاحب عبارة: «البقاء للأصلح» التي تصف خاصَّة من خواص التطور في الكائنات الحية والمجتمعات.

وُلد «سبنسر» في ويرلي بإنجلترا في عام ١٨٢٠م لأسرة كاثوليكية محافظة من الطبقة المتوسطة، لم ينتظم في التعليم الأكاديمي بالمدرسة الحكومية في طفولته، حيث اختار له أبوه «ويليام جورج سبنسر» أن يتلقَّى العلم عن طريق الكتب، وخاصة الكتب العلمية في فروع الرياضيات والطبيعة. وقد اشتغل بالتدريس في بداية حياته ثم عمل مهندسًا بالسكك الحديدية، وظل طوال فترة عمله مشغولًا بالعلوم والظواهر الطبيعية حتى قرر الانخراط في مجالات الأدب والسياسة والتحليلات الاجتماعية، فغيَّر وظيفته واشتغل محررًا في جريدة «الإيكونومست الاقتصادية»، وكانت كتاباته المبكرة عام ١٨٤٨م تدور في هذا المجال، وفي عام ١٨٥١م انضم إلى مجموعة «جون تشابمان» التي كانت تنادي بالفكر الحر والإصلاح، ولاقت كتابات «سبنسر» في تلك الفترة رواجًا كبيرًا؛ حيث انتشرت فكرته عن أن البقاء للأصلح والنشوء والارتقاء مبادئ تصلح لكل المجالات وللبشر والحيوانات على حد سواء، وكان يرى أنه لا مكان للضعيف في عالم الأقوياء.

ألَّف «سبنسر» مجموعة ضخمة من الكتب تتصف بدقة التحليل وعمق الأفكار وأصالتها؛ ولهذا يعدُّ من مؤسسي علم الاجتماع الحديث. وقد رحَّب الرأسماليون بفكر «سبنسر»، واعتبروا نظرياته مسلمًا بها؛ وذلك لأنه كان يعتبر صعودهم للحكم ليس فقط نتيجة حتمية بل حقيقة علمية. وكان «سبنسر» من أشد المعجبين بالداروينية الاجتماعية، حتى إنه حنث بيمينه بعدم دخول أي كنيسة، إلا ليحضر الصلاة على روح «دارون».

وقد وضع «سبنسر» نظريات في علم الاجتماع؛ أهمها «المماثلة العضوية»، حيث رصد التشابه بين تكوين الكائنات الحية، وجعل المجتمعات كالكائنات الحية أيضًا تتماثل في التطور من المجتمعات البسيطة إلى المجتمعات المركبة. ومن أهم مؤلفاته كتب: «الرجل ضد الدولة»، و«أسس علم الحياة»، و«أسس علم النفس»، و«أسس علم الاجتماع»، و«الإستاتيكا الاجتماعية».

توفي «سبنسر» في برايتون بإنجلترا عام ١٩٠٣م تاركًا جيلًا من المتأثرين به، كانوا هم أشهر فلاسفة الجيل التالي له.

📚 كتب هربرت سبنسر