الحركة التقدمية هي حركة اجتماعية وسياسية ظهرت في الولايات المتحدة الأمريكية في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين. تهدف هذه الحركة إلى معالجة المشاكل الاجتماعية والاقتصادية الناتجة عن الثورة الصناعية، مثل الفقر والفساد السياسي وظروف العمل السيئة.
أهداف الحركة التقدمية
الإصلاح الاجتماعي: سعت الحركة إلى تحسين ظروف الحياة للطبقات العاملة والفئات المهمشة.
مكافحة الفساد: عملت على تقليل تأثير المال في السياسة وتعزيز الشفافية.
حقوق المرأة: دعمت الحركة حقوق المرأة، بما في ذلك حق التصويت والمساواة في العمل.
التنظيم الاقتصادي: طالبت بتنظيم الأسواق وحماية المستهلكين من الممارسات الاحتكارية.
الشخصيات البارزة في الحركة
شهدت الحركة التقدمية ظهور العديد من الشخصيات البارزة التي ساهمت في دفع قضاياها. من بين هؤلاء، كان هناك والتر نوجنت الذي قدم رؤى عميقة حول تطور هذه الحركة وتأثيرها على المجتمع الأمريكي. كما لعبت شخصيات أخرى مثل ثيودور روزفلت وويليام هوارد تافت دورًا مهمًا في تعزيز الأجندة التقدمية.
الترجمات والتأثير الثقافي
تمت ترجمة العديد من الأعمال المتعلقة بالحركة التقدمية، مما ساعد على نشر أفكارها وتأثيرها خارج حدود أمريكا. من بين هذه الترجمات، ترجمة الكتاب الأصلي لـ والتر نوجنت التي صدرت عام 2016، والتي ساهمت في إلقاء الضوء على أهمية هذه الحركة التاريخية.
يعرض هذا الكتاب نظرةً عامَّةً جذَّابةً على الحركة التقدُّمية في أمريكا؛ أصولها ومبادئها الأساسية ورموزها وأهم إنجازاتها. ظهرت الحركة التقدُّمية في أمريكا — وهي حركة إصلاحية متعدِّدة الجوانب، استمرت من أواخر تسعينيات القرن التاسع عشر حتى أوائل عشرينيات القرن العشرين — استجابةً للتجاوزات الشديدة التي حدثت في العصر المُذهب، وهو حِقبة أفقرَتِ العمالَ والمزارعين الأمريكيين في حين بَنَتْ طبقةً جديدةً من المليونيرات المتغطرسين. ومع انطلاق الرأسمالية دونَ قيود، وتزايُد تركيز النفوذ الاقتصادي في يد قِلَّة قليلة، ساد شعورٌ بوجود أزمة اجتماعية كبيرة. استجاب للحاجة المتزايدة إلى التغيير قادةٌ وطنيون تقدُّميون مثل: ويليام جيننجز برايان، وثيودور روزفلت، وروبرت إم لافوليت، وَوودرو ويلسون؛ بالإضافة إلى صحفيين إصلاحيين كاشفين للفساد من أمثال: لينكولن ستيفنز، وإيدا تاربيل، وناشطات في مجال العمل الاجتماعي من أمثال: جين آدمز وليليان فالد. حارَبَ هؤلاء وغيرُهم من أجل تقديمِ تعويضات للعمال، وإصدارِ قوانينَ لتنظيم عمالة الأطفال وتشريعاتٍ تضع حدًّا أدنى للأجور وعددًا أقصى لساعات العمل. وقد نجحوا في إصدار قوانين لمكافحة الاحتكار، وتحسين الأحوال المعيشية في الأحياء الفقيرة بالمدن، وتطبيق ضريبة الدخل التصاعدية، وإعطاء المرأة الحقَّ في الانتخاب. يشير والتر نوجنت في هذا الكتاب إلى أن التقدميين — باستثناء ما يتعلَّق بالعلاقات العنصرية — اشتركوا في قناعةٍ مُفادها أن المجتمع يجب أن يُعامَل كلُّ أفراده بإنصافٍ، وأن الحكومات هي المسئولة عن تحقيق هذا الإنصاف.