تُعتبر الفلسفة في القرن العشرين من أكثر الفترات حيوية وتنوعًا في تاريخ الفكر البشري. شهدت هذه الفترة ظهور العديد من التيارات الفلسفية التي أثرت بشكل كبير على مجالات متعددة مثل الأدب، والسياسة، والعلوم الاجتماعية.
تعتبر الوجودية واحدة من أبرز التيارات الفلسفية في القرن العشرين. تركز هذه المدرسة على تجربة الفرد وحرية الإرادة، حيث يعتقد الوجوديون أن الإنسان مسؤول عن خلق معانيه الخاصة في عالم يبدو عديم المعنى. من أبرز المفكرين الذين ارتبطوا بهذه المدرسة جان بول سارتر وألبير كامو.
ظهرت البنيوية كاستجابة للتعقيدات الثقافية والاجتماعية في القرن العشرين، حيث تسعى إلى فهم الظواهر من خلال العلاقات الهيكلية بينها. بينما جاءت ما بعد البنيوية لتنتقد الأفكار البنيوية، مؤكدة على عدم وجود معاني ثابتة وأن المعاني تتغير وفقًا للسياقات المختلفة. يعتبر ميشيل فوكو وجاك دريدا من أبرز رواد هذا الاتجاه.
تُركز الفلسفة التحليلية على اللغة والمنطق، حيث تسعى إلى توضيح الأفكار الفلسفية من خلال تحليل اللغة المستخدمة. يُعتبر لودفيغ فيتجنشتاين وبيتر ستراوسون من الشخصيات البارزة في هذا المجال، حيث قدما رؤى جديدة حول كيفية استخدام اللغة للتعبير عن الأفكار المعقدة.
شهد القرن العشرين أيضًا تطورًا كبيرًا في فلسفة العلوم، حيث تم التركيز على كيفية تطور المعرفة العلمية وكيفية تأثيرها على المجتمع. تناول العلماء مثل كارل بوبر وتوماس كون موضوعات مثل التحقق والتطور العلمي، مما ساهم في تشكيل فهمنا للعلم كعملية ديناميكية.
المؤلف: يمنى طريف الخولي
الترجمات:
التصنيفات: فلسفة
تواريخ النشر: صدر هذا الكتاب عام ٢٠٠٨. - صدرت هذه النسخة عن مؤسسة هنداوي عام ٢٠٢٣.