يعتبر أندريه بازان واحدًا من أبرز النقاد السينمائيين في القرن العشرين، حيث قدم رؤى عميقة حول طبيعة السينما ودورها في المجتمع. في كتاب "ما هي السينما!"، يستعرض بازان مفهوم السينما كفنٍ مستقل ووسيلة للتعبير عن الواقع.
يبدأ بازان بتحديد السينما كفنٍ يختلف عن الفنون الأخرى مثل الأدب والمسرح. يرى أن السينما تعتمد على الصورة المتحركة والوقت، مما يمنحها قدرة فريدة على نقل التجارب الإنسانية. يعتبر أن هذه الخصائص تجعل من السينما وسيلة فعالة للتعبير عن الأفكار والمشاعر بطريقة لم تستطع الفنون الأخرى تحقيقها.
أحد المفاهيم الرئيسية التي يناقشها بازان هو فكرة الواقعية. يؤكد أن السينما يجب أن تسعى إلى تمثيل الواقع بشكل دقيق، وأن التصوير الفوتوغرافي يمكن أن يكون أداة قوية لتحقيق ذلك. يتحدث عن أهمية استخدام الكاميرا كوسيلة لتوثيق الحياة اليومية، مما يسمح للجمهور بالتفاعل مع الأحداث والشخصيات بشكل أكثر عمقًا.
يتناول الكتاب أيضًا التطور التاريخي للسينما وكيف تأثرت بالتغيرات الاجتماعية والثقافية. يشير بازان إلى أن كل حقبة زمنية تعكس اهتمامات المجتمع وتطلعاته، مما يجعل دراسة تاريخ السينما أمرًا ضروريًا لفهم تطورات الفن السابع. كما يسلط الضوء على دور المخرجين والكتاب في تشكيل هذا الفن وتوجيهه نحو قضايا جديدة.
في ختام الكتاب، يتحدث بازان عن أهمية النقد السينمائي ودوره في تعزيز فهم الجمهور للسينما. يعتبر النقد أداة تعليمية تساعد المشاهدين على تحليل الأفلام وفهم الرسائل التي تحملها. يشدد على ضرورة وجود نقاد قادرين على تقديم تحليلات موضوعية وعميقة للأعمال الفنية.
من خلال هذا الكتاب، يقدم دادلي أندرو ترجمة متميزة لأفكار بازان، مما يسهل فهم القضايا المعقدة المتعلقة بالسينما. تعد هذه الدراسة مرجعًا مهمًا لكل مهتم بالفن السابع ورغبته في استكشاف أعماقه وفهم تأثيراته المختلفة على المجتمع والثقافة.
المؤلف: دادلي أندرو
الترجمات: زياد إبراهيم - جلال الدين عز الدين علي
التصنيفات: فنون علوم اجتماعية
تواريخ النشر: صدر الكتاب الأصلي باللغة الإنجليزية عام ٢٠١٠. - صدرت هذه الترجمة عن مؤسسة هنداوي عام ٢٠١٨.