العلاج السلوكي المعرفي (CBT) هو نوع من العلاج النفسي الذي يركز على تغيير الأنماط السلبية في التفكير والسلوك. يعتمد هذا النوع من العلاج على فكرة أن أفكارنا تؤثر بشكل كبير على مشاعرنا وسلوكياتنا. من خلال التعرف على هذه الأنماط، يمكن للأفراد تعلم كيفية التعامل مع التحديات النفسية بشكل أكثر فعالية.
أهمية العلاج السلوكي المعرفي
يعتبر العلاج السلوكي المعرفي أداة قوية لعلاج مجموعة متنوعة من الاضطرابات النفسية، بما في ذلك الاكتئاب والقلق. يساعد الأفراد على فهم مشاعرهم وتطوير استراتيجيات للتغلب عليها. كما أنه يعزز من مهارات التكيف ويزيد من القدرة على مواجهة الضغوط اليومية.
مكونات العلاج السلوكي المعرفي
التقييم: يبدأ العلاج بتقييم شامل لحالة الفرد لفهم مشكلاته وأهدافه.
التعليم: يتعلم الأفراد كيفية التعرف على الأفكار غير الصحية وكيفية استبدالها بأفكار إيجابية.
التطبيق العملي: يتم تشجيع الأفراد على ممارسة المهارات الجديدة في حياتهم اليومية.
تاريخ العلاج السلوكي المعرفي
تم تطوير العلاج السلوكي المعرفي في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، وقد أثبت فعاليته عبر العديد من الدراسات والأبحاث. تم نشر الكتاب الأصلي باللغة الإنجليزية عام 2022، بينما صدرت الترجمة العربية عن مؤسسة هنداوي عام 2023، مما يجعل هذا النوع من العلاج متاحًا لجمهور أوسع.
العلاج السلوكي المعرفي شكلٌ من أشكال العلاج النفسي، تطوَّر عَبْر مجموعةٍ
من الأساليب التي تشترك في نموذجٍ أساسيٍّ واحدٍ للإدراك والسلوك، ويلعب
دورًا مهمًّا في فَهْم وطأة المشكلات النفسية وتخفيفها. وبينما ركَّزت الطرق
الأولى من هذا العلاج على تعديل السلوك الذي يمكن ملاحظته، أكَّدت النُّسَخ
اللاحقة على العمليات المعرفية. في الآونة الأخيرة، انتقلت طرق الموجة
الثالثة منه من التركيز على محتوى أفكار الفرد إلى علاقته بأفكاره والعمليات
الكامنة وراءَ التفكير. يُقدِّم هذا الكتاب نظرةً عامة عن ماهية العلاج
السلوكي المعرفي، ومَنشئه، ودوره، وأوجُه استخدامه، ويستكشف كيف أنَّ إحدى
القوى الدافعةِ وراء نجاح هذا العلاج وتطوُّره المستمر تكمُن في أساسه
التجريبي، وكيف أن تطوُّره المستمر ضروريٌّ لمواجهة التحديات المستقبلية.