يعتبر كتاب "ثورة المعتزل" للمؤلف غالي شكري من الأعمال الأدبية النقدية المهمة التي تسلط الضوء على أدب توفيق الحكيم، أحد أبرز الكتاب العرب في القرن العشرين. صدر هذا الكتاب عام 1966، ويستعرض فيه المؤلف تأثير الفكر المعتزلي على أعمال الحكيم وكيفية تجسيد هذه الأفكار في نصوصه الأدبية.
الفكر المعتزلي هو أحد التيارات الفلسفية الإسلامية التي ظهرت في القرون الوسطى، وقد تميزت بأفكارها حول العقل والحرية والإرادة. يبرز غالي شكري في دراسته كيف أن هذه الأفكار قد أثرت بشكل عميق على رؤية توفيق الحكيم للأدب والمجتمع. حيث يُظهر الحكيم من خلال شخصياته الأدبية صراعات فكرية تعكس التوتر بين العقل والنقل، مما يجعل أعماله مليئة بالتحديات الفلسفية.
يتناول غالي شكري في كتابه تحليل الشخصيات الرئيسية في روايات توفيق الحكيم، مثل شخصية "الملك" و"الوزير". يوضح كيف أن هذه الشخصيات تمثل صراعات فكرية وثقافية تعكس واقع المجتمع العربي آنذاك. كما يستعرض الأحداث المحورية التي تدور حولها الروايات وكيف أنها تعكس التوجهات الفكرية المعتزلية، مما يساهم في فهم أعمق لأدب الحكيم.
يتميز أسلوب توفيق الحكيم بالعمق والبلاغة، حيث يستخدم تقنيات أدبية متنوعة مثل الرمزية والاستعارة. يناقش غالي شكري كيف أن هذه التقنيات تساعد في إيصال الرسائل الفلسفية المعقدة بطريقة سلسة ومؤثرة. كما يشير إلى أهمية اللغة العربية الفصحى في تشكيل النصوص الأدبية وكيف أن الحكيم قد استغلها بشكل مبدع لنقل أفكاره.
يختتم غالي شكري دراسته بالإشارة إلى التأثير المستمر لأفكار المعتزلة على الأدب العربي الحديث. يؤكد أن أعمال توفيق الحكيم لا تزال تلهم الأجيال الجديدة من الكتاب والنقاد، وأن الفكر المعتزلي يمثل جزءاً أساسياً من التراث الثقافي العربي الذي يجب الحفاظ عليه ودراسته بعمق. إن "ثورة المعتزل" ليس مجرد دراسة نقدية بل هو دعوة للتأمل في العلاقة بين الفكر والأدب وتأثيرهما المتبادل.
المؤلف: غالي شكري
الترجمات:
التصنيفات: نقد أدبي
تواريخ النشر: صدر هذا الكتاب عام ١٩٦٦. - صدرت هذه النسخة عن مؤسسة هنداوي عام ٢٠٢٤.