تُعتبر رواية "كنديد" واحدة من أبرز أعمال الكاتب والفيلسوف الفرنسي فولتير. صدرت الرواية لأول مرة باللغة الفرنسية عام 1759، وقد حققت شهرة واسعة بفضل أسلوبها الساخر ونقدها للأفكار الفلسفية السائدة في عصرها.
تدور أحداث "كنديد" حول شخصية كنديد، الشاب الذي يعيش في قلعة مريحة ويؤمن بفلسفة التفاؤل التي يروج لها معلمه بانغلاس. لكن سرعان ما تتعرض حياته للعديد من الكوارث والمآسي التي تدفعه إلى إعادة تقييم هذه الفلسفة. يتنقل كنديد عبر عدة بلدان ويواجه تحديات وصراعات تعكس الواقع القاسي للحياة.
تتناول "كنديد" العديد من المواضيع الفلسفية المهمة مثل التفاؤل، القدر، والمعاناة الإنسانية. يعكس فولتير من خلال هذه الرواية انتقاده للأفكار المتفائلة المفرطة التي كانت سائدة في عصره، مثل فكرة أن "كل شيء على ما يرام في أفضل العوالم الممكنة". بدلاً من ذلك، يقدم رؤية أكثر واقعية عن الحياة والتحديات التي يواجهها الإنسان.
"كنديد" ليست مجرد رواية ترفيهية، بل هي عمل أدبي يحمل رسائل عميقة تتعلق بالوجود الإنساني. أثرت الرواية على العديد من المفكرين والكتّاب بعد فولتير، وأصبحت مرجعًا مهمًا في دراسة الأدب والفلسفة. تُعتبر أيضًا مثالاً على الأدب النقدي الذي يسعى لتحدي الأفكار التقليدية وإثارة التساؤلات حول طبيعة الحياة والمجتمع.
ترجمة "كنديد" إلى العربية قام بها عادل زعيتر، حيث صدرت هذه الترجمة عام 1955. كما أصدرت مؤسسة هنداوي نسخة جديدة عن الرواية عام 2018، مما ساعد على توسيع دائرة قراءتها بين الجمهور العربي.
في الختام، تبقى "كنديد" واحدة من أهم الأعمال الأدبية التي تستحق القراءة والدراسة. تقدم لنا فرصة للتفكير في أفكارنا ومعتقداتنا حول الحياة وما يحيط بنا.
المؤلف: فولتير
الترجمات: عادل زعيتر
تواريخ النشر: صدر أصل هذا الكتاب باللغة الفرنسية عام ١٧٥٩. - صدرت هذه الترجمة عام ١٩٥٥. - صدرت هذه النسخة عن مؤسسة هنداوي عام ٢٠١٨.